[فلنصنع الأمل
فِي لَيْلَةٍ جَمِيْلَةٍ يَحْلُوْ بِهَا الْسَّهَرْ
جَلَسْتُ فِي هُدُوْءٍ أُكَلِّمُ الْقَمَرْ
نَظَرَتُ لِلْسَّمَاءِ وَقُلْتُ فِي ضَجَرْ
يَا أَيُّهَا الْجَمِيْلُ يَا أَيُّهَا الْبَدْرْ
أَنَا أَصَمٌ صَامِتٌ لَكِنَّنِيْ بَشَرْ
فَهَلْ أَنَا وَحِيْدٌ أَم مِثْلِيَ كُثُرْ
ـــــ
فَقَالَ يَا صَغِيْرِيْ يَا أَيُّهَا الإِنْسَانْ
فِي كَوْنِنَا الْكَبِيْرِ تَتَعَدَّدُ الأَلْوَانْ
الْوَرْدَةُ الْجَمَيْلَةْ تَحْكِيْ بِلا لِسَانْ
بِعَبِيْرِهَا الْزَّكِيِّ تُعَطِّرُ الْمَكَانْ
وَاللَّوْحَةُ الْمَرْسَوْمةْ بِرِيِشَةِ الفَنَّانْ
تَحْكِيْ بِلا حُرُوْفٍ وَصَوْتُهَا الأَلْوَانْ
وَالْمَاءُ فِي الأَنْهَارِ يَسِيْرُ فِي الْوِدْيَانْ
لا يَعْرِفُ الْكَلامَ وَيَعَرِفُ الْعَطْشَانْ
فَيَسْقيَ الْعُصْفُوْرَ وَالإِنْسَ وَالْحَيَوَانْ
وَالْنَّخْلَةَ الْطَّوِيْلَةْ وَالْتِّيْنَ وَالْرُّمَّانْ
وَمِثْلُكُمْ كَثِيْرُ يَا صَامِتَ الْلِّسَانْ
يُسَاعِدُ الْجَمِيْعَ وَيَخْدِمُ الأَوْطَانْ
ـــــ
فَقُلْتُ فِي سُرُوْرٍ يَمْلأُ الْعَيْنَيْنْ
أَنَا أَصَمٌ بَاسِمٌ ضَاحِكُ الْخَدَّيْنْ
أُكَلِّمُ الْجَمِيْعَ بِأَصَابِعِ الْيَدَيْنْ
وَأفَهَمُ الْكَلامَ بِحَرَكَةِ الْعَيْنَيْنْ
أَنَا فَتَىً مُطِيْعٌ أُحِبُ الْوَالِدَيْنْ
وَالإِخْوَةَ الْصِّغَارَ وَالأَهْلَ وَالْجَدَّيْنْ
ـــــ
بِلادِيَ الْجَمِيْلَةْ حَبِيْبَتِيْ قَطَرْ
لأَنَّكِ بِلادِيْ أُحِسُ بِالْفَخْرْ
بِالْعَزِمِ وَالْمَحَبَّةْ سَأَنْحَتُ الْصَّخْرْ
أُشَارِكُ الْجَمِيْعَ فِي مَجْدِكِ قَطَرْ
ـــــ
أَنَا أَصَمٌ صَامِتٌ لا أَعْرِفُ الْكَسَلْ
بِالْعِلْمِ وَالإِيْمَانِ سَأَصْنَعُ الأَمَلْ
وَأَخْدَمُ الأَوْطَانَ بِالْجِّدِ وَالْعَمَلْ
أُحِبُّكِ بِلادِي لأَنَّك الأَمَلْ
أُحِبُّكِ بِلادِي لأَنَّك الأَمَلْ[/center]