جريدة الشرق...مجمع التربية السمعية

قد لا يعلم الكثير من الناس عن مجمع التربية السمعية الموجود في الدوحة وما لهذا المجمع من
خدمات جليلة ومهمة في خدمة المجتمع وبالأخص فئة ضعاف السمع والصم.
للحديث عن هذا المجمع نحتاج الى صفحات عديدة ولكن احاول ان اسلط الضوء على جزء من خدماته.

المجمع عبارة عن مدرستين للبنين وللبنات لجميع المراحل التعليمية تعمل وفق منظومة المجلس
الأعلى للتعليم وتدير المجمع وصاحبة ترخيصه الأستاذة شماء الدوسري ويعمل معها العديد من
النواب والمدرسين والاختصاصيين.

ويقدم العديد من الخدمات المتميزة للطلبة والطالبات من سن ثلاث سنوات الى نهاية المرحلة
الثانوية ويستخدم سياسة الدمج التي توفر للطفل والطالب التعايش مع اقرنائه بكل ثقة واقتدار مما
ينعكس على المجتمع بشكل جيد وفعال.
كما يوفر بعض الخدمات الطبية والتي من شأنها ان تساعد الطلبة والطالبات على التحصيل السليم.
حين يصل الطالب للمجمع يجري عليه اختبار للسمع فإن كان اصم نهائيا يحول الى فصول
متخصصة وان كان من ضعفاء السمع يعطى سماعة حسب درجة الضعف التي لديه
وتلك السماعات ذات مواصفات عالية جدا ومن افضل
الصناعات العالمية والتي قد لا يستطيع العديد من اولياء الأمور توفيرها لأبنائهم، تعطى لهم دون مقابل.

والمجمع يستقبل جميع الجنسيات دون اي رسوم. ويشرف ويهتم بالطلبة في مدارس المجمع كوكبة
من من المدرسين والمدرسات والاختصاصيين والاختصاصيات ذوي الكفاءات العالية فمنهم من
يختص بالحصانة ومنهم بالروضة والتمهيدي والدراسات الأكاديمية من الأول الى الثاني عشر.
والنظام التعليمي بالمجمع متطور وحديث يعتمد على الاستقصاء واستخدام الوسائل التعليمية
الحديثة ويراعي متطلبات هيئة التعليم واختبارات هيئة التقييم،.

وقد لاحظت عند دخولي احد الفصول عدم وجود اختلافات كبيرة في مناهج التعليم بينهم وبين
المدارس العادية بل هناك وجود لطلبة بارزين ذوي كفاءات عالية ويستطيعون استخدام الوسائل
الحديثة كغيرهم من الطلبة والطالبات في المدارس المختلفة.

يستخدم المدرسون والمدرسات نظاما جديدا فيشرح الحصص لصفوف ضعاف السمع وهو
جهاز يسمى بالمدرسة بجهاز الاف ام، وهو عبارة عن ميكروفون لاسلكي صغير يضعه المدرس على
صدره ويرسل ترددا معينا يستقبله جميع الطلبة في سماعاتهم المبرمجة خصيصا لاستقبال تلك
الترددات، وهي طريقة مريحة جدا للطلبة حيث ان الشرح المباشر من المدرس اليهم دون الجهاز يكون
كما تكبره السماعة والتي قد تنقل الضوضاءوتكبرها مما يشتت الطالب المحتاج تركيز اكثر
بالدرس وهذا الجهاز يريح المدرس ايضا لأنه لايحتاج في ان يستخدم الإشارات المساعدة بين فترة
واخرى حيث صوتة دون غيره يصل بوضوح الى كل طالب.

وتوجد بالمجمع المعامل المتخصصة الفنية والسمعية والبصرية وتستخدم في الفصول
اللوحات الألكترونية، وكما يقدم للطلاب الوجبات الصحية المجانية.
كذلك يتيح المجمع للطلاب كيفية التعامل مع الادارات والهيئات الخارجية ليصبحوا عناصر
فاعلة في الحياة.

وأخيراً يبقى الدور على اولياء الأمور الذين لهم ابناء في المجمع ان يساعدوا ابناءهم في ترسيخ ما تعلموة في المدرسة حتى لا يضيع ذلك الجهد الكبيرالمبذول في مدارس المجمع بكوادره البناءة هباءآ وقد ساهم المجمع كثيرآ في تقديم الورش المتخصصة لكم وهذا اثراء تعليمي تعدى الفصول ليصل إليكم بكل تقدير ومحبة فبادروا ا بالاهتمام
لما فيه مصلحة ابنائكم.
من هذا المنبر ادعو كل من لديهم أبناء او بنات لديهم حالات ضعف سمع او صمم، سواء من المواطنين او المقيمين ولأي عمر كان ألا يتأخروا في الحاقهم بهذا المجمع وأن يستفيدوا من الخدمات الكثيرة التي به،ومن الظلم ان يترك هؤلاء في المنازل دون تعليم او اختلاط بالمجتمع وكلما تأخر التعليم اصبح اصعب وبالتالي تأخر النطق والتعرف على المحسوسات لعدم تخزينها في العقل.

تحية شكر وتقدير لجميع العاملين بمجمع التربية السمعية، وكذلك لمجلس أمنائه المتخصص.

أحمد المهندي ....... جريدة الشرق